تعدد الزوجات واثاره الاقتصادية والاجتماعية
يكثر النزاع والخلاف حيث يذكر موضوع التعدد كما لو أنه جريمة أو فعل شاذ أو انه عيب للزوجة او المرأة أو طمع في نفس الرجل وعدم قناعته بالزوجة الواحدة ولذلك تري كل يفسر الأمر حسب هواه ومراده والأمر معروف للجميع ونسي البعض بأن ما شرع الله من أمر الا وفيه الخير والحكم علمه من علمه وجهله من جهله ولذلك وجب علينا الا ننكر حلالاً أحله الله
قال تعالي (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)) (الاحزاب 36)
فالتعدد مباح قال تعالي ((وإن خفتم ألا تُقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ) النساء/3
وسنه من سنن النبي محمد صلي الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ولكني هنا لست لتقرير مسألة فقهية ولكن لإبراز بعض الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للتعدد حتي يعرف من يعارض بان الدين شامل لكل مناحي الحياة وهو الدليل للسعادة لانه تنزيل من حكيم عليم قال تعالي (الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) وقد قدمت مقالة عن اهمية الزواج بصفة عامة واثرها الاقتصادي وهنا سوف نرد بعض الفوائد والأثار لمسألة التعدد حسب جهدنا رغم قلته وحسب علمنا رغم ضآلته :
1-التعدد يقضي علي مشكلة العنوسة والطلاق فمن الملاحظ بأن العنوسة أصبحت ظاهرة منتشرة لدرجة لم يستطع احد ان ينكرها ففي السعودية يوجد حوالي 4 مليون عانس وفي الامارات ودول الخليج نسب تتجاوز 35% رغم ارتفاع المستوي المعيشي بهذه الدول النفطية ولكن هناك تزايد في عدد النساء الي عدد الرجال (والي جانب عوامل التشدد في المهور وغيرها ) مما ادي الي تزايد نسبة العنوسة بهذا الشكل الخطير الذي ينذر بمشاكل اجتماعية ونفسية للنساء والوقوع في بعض المحرمات كما هو معلوم وخاصة مع انتشار الوسائل الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ولذلك فان التعدد هو افضل السبل لحل هذه المشكلة فمن حق كل امراة ان تكون لها زوج وبيت واطفال .
2-التعدد يساهم في تكثير النسل وعمارة الارض فقد روي بن داود والنسائي والامام احمد بلفظ (تزوجوا الودود الولود فاني مكاثر بكم الامم ,وايضا … تكاثروا فاني مباه بكم الامم يوم القيامة ) فتكاثر المسلمين يزيد من قوتهم وقد بينا سابقا بان الدعوات الغربية لتحديد النسل وغيرها دعوات باطلة وان الزيادة السكانية ليست عائقا للتنمية بل هي ثروة والا كيف استطاعت الصين او اليابان او الهند من تحقيق التقدم والتنمية رغم تزايد السكان وقد بين لنا نبينا محمد صلي الله عليه وسلم مظاهر تحويل القوة البشرية الي مورد اقتصادي من تنفيذ الدليل النبوي من العمل والاتقان والمراقبة والاخلاص والاخلاق وغيرها .فان التكاثر السكاني يؤدي الي زيادة الطلب ونمو الصناعات والحرف وتخصيص وتقسيم العمل ونمو الاسواق وزيادة العمران ووفرة الانتاج وبالتالي زيادة الدخل وتحقيق الرخاء والنمو الاقتصادي.
3-التعدد رحمة بالرجل كما هو رحمة بالنساء قال تعالي( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمةً منّا وذكرى لأولي الألباب) (ص، 43) كما في قصة سيدنا ايوب عليه السلام (وقد ذكر هذه الفائدة الشيخ عبدالله العبيلان )
4-التعدد يزيد من الرزق فكما اشرنا بان الزواج من اسباب سعة الرزق والغني قال تعالي: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن ْيَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه ِوَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [النور: 32
5-التعدد يعتبر من باب التعاون علي البر والتقوي قال تعالي (وتعاونوا علي البر والتقوي ) فان لم يكن التعاون علي تحصين النساء واعفافهم من التعاون علي البر والتقوي فماذا يكون اذا التعاون !
6-زيادة الترابط الاجتماعي والاسري فالتعدد يفتح الابواب ويزيد الانساب ويقوي العلاقات الاجتماعية.
واذا قال قائل هناك مشاكل في كثير ممن تعددوا فاقول لهم وهل كل من تزوج بواحدة نجح زواجه ولم توجد مشكلة فالمحاكم مليئة بمشاكل لا يعلمها الا الله ولكن من قام بفعل ما امر الله به من تقوي الله في ازواجه لن تجد الا الترابط والسعادة قال تعالي (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍأَوْأُنْثَىٰ وَهُوَمُؤْمِن ٌفَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴿٩٧ النحل﴾ فالحياة الطيبة هي ثمار العمل الصالح والزواج من الاعمال الصالحة التي امرنا الله بها واكرام الزوجات وتقوي الله فيهم من الاعمال الصالحة .
7-التعدد يزيد في الصحة ويجلب السعادة للرجل ولزوجة كما اثبتت ذلك دراسة بريطانية حديثة (جامعة شيفيلد) تبين بعض الجوانب الصحية للرجل من تعدد الزوجات وتأثيرها النفسي وهذا ملاحظ فهنيئا لكل من تمسك بشرع الله عزوجل .
8-القضاء علي الانحرافات السلوكية والاخلاقية التي انتشرت من جراء عدم تطبيق شرع الله والتشدد في امر الزواج مما فتح المجال للدخول في عالم الفواحش والرذائل والمحرمات ولكن التعدد يقضي علي هذه المشاكل للزوجين الرجل والمراة علي حد سواء ويقضي علي الامراض التي ابتليت بها البشرية وهذا له تاثير مباشر علي اقتصاد الدول فهذه الممارسات الخبيثية والامراض تستنزف الاموال في المحرمات وبناء المصحات والمستشفيات وانتشار النزاعات وعدم الامان .
9-القضاء علي ظاهرة الاولاد الغير شرعيين (اولاد الزنا ) فنجد ان هذه الظاهرة تمتلا بها بلاد الغرب بنسب تتجاوز 40% وما يتبعها من مشاكل اجتماعية واقتصادية وامنية خطيرة .
10- مع انتشار الحروب وقتل الالاف من المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ألم يحن بعد ان نلجأ الي تنفيذ شرع الله واعمال التعدد في الزواج فهناك الاف النساء من سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان لا تجد من يعولها لازوج ولا اب ولا اخ فبالكم بمن يتزوجها فهل التعدد جريمة او انتقاص لحقوق وكرامة المراة ام هي علاج لكل هذه المشاكل .
هذا غيض من فيض وقليل من كثير من فوائد وأثار للتعدد ولا يعني وجود نماذج أساءت لمسألة التعدد بأن الامر غير صالح للتطبيق وخاصة في عصرنا هذا (كما يدعون )وذلك من سوء الفهم واتباع الهوي وعدم الامتثال لمنهج الشرع الحنيف وكذلك الهجمات الاعلامية الغربية والتي اتبعت نهجها الاعلام العربي فصورت التعدد باسوأ الصور وأخذ الكثير من العامة ينساق وراء هذه الافكار حتي صارت احوالنا الي ما نحن فيه . ولكن اذا طلقت امراة او فقدت امراة عائلها او كانت عقيما رضت بان تكون زوجة ثانية وهذا من التناقض العجيب الذي اصابنا فاين كرامة المراة كما يدعون واين حقوق المراة ولكن اتباع الهوي واخذ بعض الكتاب وترك البعض واختم واقول لست افرض واوجب التعدد ولكن علي الاقل الا نكره والا نعارضه ونقول بغير علم . فنسال الله ان يهدينا الي الحق ويرزقنا الهدي والعفاف والغني .
منقول للكاتب من موقع جامعة المنح الالكترونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق