السبت، 26 سبتمبر 2015

اساسيات القيادة في عهد الخليفه علي بن ابي طالب رصي الله عنه

القيادة هي مفتاح النجاح لاي مشروع بل والقيادة هي اولي دعائم الدول لتحقيق التقدم والريادة بين الدول فبدونها تضيع الجهود بل وتفشل الخطط وتهدر الموارد . ومن هنا كان لابد من الوقوف علي بعض الاساسيات الهامة للقيادة في التاريخ الاسلامي الذي حفل بتحقيق المعني الحقيقي والسامي للخلافة والدولة واستطاعت القضاء علي اقوي الامبراطوريات في ذلك العصر وهي الروم والفرس .
1-الحب والرحمة :قال الامام علي رضي الله عنه في كتابه الي الاشتر النخعي عندما ولاه مصر (واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم , ولا تكونن عليها سبعاً ضارياً تغتنم اكلهم ....... ) فيا لها من موعظة تستحق الوقوف عليها ,فالامام او القائد اذا احب رعيته ورفق بهم كان كل قرار له يقيسه بمعيار الرحمة فيختار الامر الاسهل لهم وهذا كان من سنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم . وهنا يزيد حب الرعية وثقتهم بالرئيس او القائد فيتعاونوا معه وتصبح الامة علي قلب رجل واحد .
2-العدل والابتعاد عن المحاباة :قال رضي الله عنه (انصف الله وانصف الناس من نفسك او من خاصة اهلك ومن لك فيه هوي من رعيتك فانك الا تفعل تظلم, ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده ومن خاصمه الله ادحض حجته وكان لله حربا حتي ينزع او يتوب ) فالعدل هو نقيض الظلم وهو يكون شامل لكل فعل او قول او تقرير لذلك حرص الامام علي رضي الله عنه علي التاكيد علي عدم المحاباة اواتباع الهوي في اي فعل . وهذه من البلايا التي ابتلينا بها وهي المحاباة وارضاء النفس والهوي علي الحق وبالتالي انتشرت المفاسد في كل مكان ومن يشاهد ما يحدث في المصالح الحكومية والخاصة يري العجب وكيف ان الظلم هو السمة السائدة وان حاول البعض تغيير المسميات لاجل تمرير هذه البلية العظيمة . والقائد الذي يعطي الحق لاهله ولا ينزل هواه علي فعله سوف يتمتع بالاحترام والتقدير والثقة من المتبوعين .
3-اصطفاء المستشارين : وهي ان كانت تندرج الي النقطة السابقة سواء بشكل او باخر (حيث انها من تحقيق العدل وعدم المحاباة ) ولكن الامام علي جعلها اساساً يتحاج الي توضيح وعناية واوردها اهتمامه  كما قال (ولا تدخلن في مشورتك بخيلاً يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر , ولا جباناً يضعفك عن الامور ,ولا حريصاً يزين لك الشر بالجور ,فان البخل والجبن والحرص غرائز شتي يجمعها سوء الظن بالله ) فاختيار المستشارين العدول الثقة ذوي العلم والخبرة هي من اهم اسس القيادة والسياسة فيهم تتضح الامور وتوزن بميزان حقيقي فيتاخذ القائد القرار السليم الذي يحقق الخير والعدل للجميع . فالشوري مبدا عظيم في الاسلام ولذلك خصت سورة بهذا الاسم لعلو شانها واهميتها في حياة المسلمين .
وسوف نكمل في المقالة الثانية ثلاث من اسس القيادة والادارة في الاسلام من خلال تتبع رسائل الامام علي بن ابي طالب وسوف تكون الحلقة عن (توفير الحوافز -توظيف ذوي الكفاءة -الرقابة والمساءلة )نسال الله التوفيق والسداد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق