الأحد، 27 سبتمبر 2015

اساسيات القيادة في عهد الامام علي رضي الله عنه -الجزء الثاني

نستكمل سرد بعض الاساسيات للقيادة والتي تضمنتها رسائل علي بن ابي طالب للولاة حيث انها من اهم الاسس الهامة لكل قائد او زعيم او وال او مدير مشروع . وسوف نورد ثلاث اسس وهي كالتالي :

1-توفير الحوافز : وهذا الاساس من اهم الاسس التي يجب علي القائد او الاداري ان يراعيها فقد قال الامام علي (ولا يكن المحسن والمسئ عندك بمنزلة سواء , فان في ذلك تزهيدا لاهل الاحسان في الاحسان وتدريبا لاهل الاساءة في الاساءة , والزم كلا منهم  ما الزم نفسه )) وهذه ايضا من العدل حيث ان مكافاة المحسن تشجعه وتزيده اصرارا وعملا واحسانا فالانسان مجبول علي حب التقدير سواء المعنوي او المادي وشكر الناس من شكر الله .وايضا فان معاملة المسئ او المخطا كمعاملة المحسن والمبدع تزيد من استمرار المسئ في فعله وبالتالي تضيع الجهود وتنعدم المنافسة بل ويكون الفشل هو المحصلة النهائية مهما طال الزمن .


2-توظيف ذوي الكفاية (الكفاءات ) : قال الامام علي للاشتر النخعي (ثم انظر في امور عمالك فاستعملهم اختيارا ولا تولهم محاباة واثرة فانهما جماع من شعب الجور والخيانة .وتوخ منهم اهل التجربة والحياء من اهل البيوتات الصالحة والقدم في الاسلام فانهم اكرم اخلاقا واصح اعراضا واقل في المطامع اشرافا وابلغ في عواقب الامور نظرا ) وهذا الاساس قد بين فيه الامام علي رضي الله عنه عدة امور لابد والاخذ بها وهي سن الاختيار لاصحاب الكفاية دون المحاباة حتي لاتكون خيانة وظلم وهنا بين بان احوال المختارين يجب اخذها في الاعتبار ايضا فهناك الكثير من اهل العلم ولكن اخلاقهم وسريرتهم فاسدة بل وحياتهم مليئة بانواع من المفاسد فلذلك فان مثل هؤلاء لا يقبلوا .واهل التدين والورع مع العلم والبرة هم الاولي والافضل للاختيار وخاصة في الوظائف القيادية والهامة .

3-الرقابة والمساءلة : قال الامام علي رضي الله عنه (تفقد اعمالهم وابعث العيون من اهل الصدق والوفاء عليهم , فان تعاهدك في السر لامورهم حدوة لهم علي استعمال الامانة والرفق بالرعية , وتحفظ من الاعوان فان احد منهم بسط يده الي خيانة اجتمعت بها عليه عندك اخبار عيونك. اكتفيت بذلك شاهدا فبسطت عليه العقوبة في بدنه واخذته بما اصاب من عمله ثم نصبته بمقام المذلة ووسمته بالخيانة وقلدته عار التهمة ) وهذا المبدا تحقيقا واستكمالا للعدل فان الرقابة علي الموظفين او الولاة هو اقوي الامور التي تجعلهم في حذر من استعمال السلطة او الخيانة والقيام بها علي وجهها والا تعرض للمساءلة وهذه هي الخطوة التالية فمعرفة الموظف او الوالي بالعقوبة هو صمام الامان والرادع لاي نية او قول او فعل مخالف لمقتضيات الوظيفة او المهمة الموكلة اليه وبذلك تتحقق قيم العدل والتكافؤ فتكون القيادة في اسمي معانيها واكمل صورها ومحققة للتقدم والرفعة .


وسوف ان شاء الله نكمل باقي الاسس التي اقرها الخليفة الرابع علي بن ابي طالب رضي الله في قيادته وحكمه للمسلمين حتي تكون منارة وسبيلا لكل من اراد الادارة والقيادة واتخذ ن سلفنا الصالح قدوة ونموذجا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق